عن سبب الحرب في العراق التي لا مبرر لها، وكيف كان رد البيت الأبيض على استفتاء شبه جزيرة القرم، وكيف مولت الولايات المتحدة ودعمت جماعات "الكونترا” في نيكاراغوا، كان لروبرت
غيتس وزير الدفاع الأمريكي السابق حديث مع إذاعة صوت روسيا.

نص الحوار:

- كما تعلمون فقد صوت أغلبية سكان شبه جزيرة القرم لصالح الانفصال عن أوكرانيا. هل لكم أن تحدثونا كيف كان رد فعل البيت الأبيض على هذا؟

أعتقد أن البيت الأبيض، قبل كل شيء، كان مستاءً بسبب محدودية التدابير المضادة التي كان من الممكن اتخاذها في الوضع الراهن. واحتمال الحرب مستبعد تماماً، لأن الولايات المتحدة لن تحارب روسيا بسبب أوكرانيا. وبالتالي كان من الضروري تجنب أي حرب مع روسيا. بالمناسبة لم أسمع من احد مثل هذه الاقتراحات.

- يعتقد الكثيرون بأن العراق خلافاً لأفغانستان لا تشكل تهديداً حقيقياً. هل كان من الضروري لهذه الحرب؟.
كما أشرت مراراً فإن التاريخ وحده قادر للإجابة على هذا السؤال.

أعتقد بأن الحرب على العراق ستبقى مشوبة إلى الأبد بحقيقة أننا لم نعثر على أسلحة الدمار الشامل، والتي كانت ذريعة للتدخل العسكري ولا يمكننا التهرب من هذه الحقيقة.

وفي الوقت نفسه فإن تقييم هذه الحرب مرتبط بالأحداث التي ستشهدها منطقة الشرق الأوسط بعد 10 أو 15 أو 20 سنة. وقتها سيتبين فيما إذا كانت عملية الإطاحة بصدام حسين قد ساهمت بتوجيه ضربة للأنظمة الشمولية التي تهيمن على المنطقة على مدى عشرات السنين، وفيما إذا ساعدت للكشف عن فرص جديدة لتطوير الشرق، أم أن هذه الحملة أدت إلى مزيد من الاضطرابات وعدم الاستقرار. وإلى ذلك الحين لن يكون هناك تقييم دقيق وواضح.

لا تراودني أية شكوك، وأنا أتحدث عن هذا بشكل صريح في كتابي، في أن الحرب على العراق صرفت أنظار القيادة العسكرية الأمريكية عن أفغانستان مما أطال من زمن تحقيق النصر.

- كنتم في وقت من الأوقات نائباً لرئيس جهاز الاستخبارات المركزية. وقتها أي عام 1984 أصبح معلوماً عن التعاون التجاري للولايات المتحدة مع إيران. هل كنتم على علم بذلك؟ وهل كان ينبغي نشر المعلومات عن هذه الصفقة؟

هذه الحادثة وقعت في نهاية عام 1986. وقتئذ كانت الولايات المتحدة تدعم المناهضين للثورة في نيكاراغوا، وفي الوقت نفسه كانت أمريكا تبيع الأسلحة لإيران. حينئذ أظهرت التحقيقات بأن الكثيرين على علم بهذه العمليات. ولكن كان هناك قلة قليلة في البيت الأبيض وجهاز الاستخبارات المركزية بما في ذلك رئيسه آنذاك كيسي على علم بالفضيحة المتعلقة بشأن عائدات هذه الصفقة التي كانت ترسل مباشرة إلى جماعات الكونترا في نيكاراغوا. بالفعل القليل كان على علم بذلك وأنا واحد منهم.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
منوعات بوست © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top