تمكن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، أو ما يعرف باسم “داعش”، خلال الأسابيع الماضية، من توسيع نطاق نفوذه من شمال سوريا إلى مناطق واسعة غرب العراق.
السرعة ومستوى تقدم التنظيم في توسعه هذا جذبا انتباه المراقبين والمحللين وصدمهم أيضا، ويأتي هذا في الوقت التي تفيد فيه بعض التقارير بأن ميزانية هذا التنظيم تقدر بحوالي ملياري دولار أمريكي.
ما يجعل سؤالا هاما يتبادر للأذهان حول كيفية حصول “داعش” على تمويل بهذا الحجم؟
1 - “غنائم الحرب”
كسب مقاتلو “داعش” كثيراً من سيطرتهم على الموصل، التي تعتبر ثاني أكبر المدن العراقية في بداية شهر يونيو، إذ سطت الحركة على البنك المركزي وغيرها من المراكز المالية في المدينة، وحصلت على مبلغ كبير من الأموال قدرت بـ 430 مليون دولار.
ووفقاً لبعض الحسابات، فإن هذا المبلغ ساعد في بلوغ الحركة ميزانية تساوي ملياري دولار، وهو مبلغ لم تملكه أي من الحركات الأخرى مثل القاعدة أو طالبان، يأتي هذا في الوقت الذي أشارت فيه مدونة “The Money Jihad” إلى أن “داعش” تملك حالياً ميزانية أكبر من بعض الدول الصغرى مثل مملكة تونجا وجمهورية كيريباتي.
2 - فرض الضرائب
يشير مجلس العلاقات الدولية بأنه وفي عام 2013، عندما كانت مدينة الموصل تحت سيطرة العراق، كان تنظيم “داعش” يحصل على ثمانية ملايين دولار شهرياً من خلال فرض الضرائب على أصحاب الأعمال المحليين، ومع إحكام التنظيم سيطرته على مناطق واسعة من العراق يتوقع بأن يتضاعف هذا المبلغ.
3- الكهرباء
أشارت صحيفة “نيويورك تايمز The New York Times” بأن “داعش” تقوم ببيع الكهرباء لحكومة الأسد، من مصانع للطاقة تخضع لسيطرتها في شمال سوريا، وقد تمكن التنظيم بالقيام بهذه العمليات بشكل سهل بعد أن أوضح النظام السوري ملاحقته لجماعات معارضة أخرى في المنطقة، وقد أظهرت الحركة توجهاً للسيطرة على مصانع توليد الطاقة في العراق أيضاً.
4- النفط
تعتبر المناطق في شمال سوريا غنية بالنفط، ويحصل تنظيم “داعش” على تمويل من خلال بيعه النفط الخام للحكومة السورية، ومع تقدم الحركة في العراق، حيث تكثر حقول النفط، فإن فرص حيازته للمزيد من منابع الذهب الأسود قريبة للواقع، إذ قامت الحركة، الأسبوع الماضي، بشن هجوم على مصفاة “بيجي” لتكرير النفط في كركوك، والتي تعتبر الأكبر من نوعها في الدولة.
5- التبرعات
كما أشار مراسل “The Daily Beast” جوش روجين، في تقارير إلى أن “داعش” حصلت على تمويل من خلال جهات ثرية خاصة، وقال روجين لسي ان ان إنه وفي الوقت الذي رفض فيه المسؤولون الحكوميون في هذه الدول أي ارتباط مباشر بتمويل هذا التنظيم، إلا أنه أضاف بأن العديد من المسؤولين كانوا على علم بالتبرعات غير المباشرة لكنهم اختاروا تجاهلها.
كما أن حركة “داعش” نشرت تقريراً سنوياً لنشاطاتها (أبرزت فيه نجاح عملياتها وتوسع نطاق نفوذها)، في خطوة أشار إليها محللون في مركز “Institute of War” بأنها محاولة لإظهار قدرات الحركة للمتبرعين المتعاطفين مع قضيتها.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق