وعاظ شباب ذوو كاريزما، يدَّعون امتلاك قدرات “نبوية”، من بينها جعل الأموال تظهر فجأة في حافظات نقود الناس، وإبراء الإعاقات الجسدية، سرقوا الأضواء مؤخرًا في زيمبابوي.ففي الوقت الذي قد يدفع فقر البلاد المدقع كثيرين إلى الذهاب إلى هؤلاء الذين يبشرون بما يسمونه بـ”إنجيل الرخاء”، يتوافد الأغنياء والمشاهير أيضًا على ما يطلقون عليهم “صناع المعجزات” أولئك، حتى أن وزراء الحكومة والمسؤولين أصبحوا زوارًا مألوفين.و”إنجيل الرخاء”، حركة ظهرت في أمريكا في الخمسينيات ويروج أتباعها لفكرة أن طاعة الرعايا لكاهن الكنيسة تدر عليهم منافع مادية إلى جانب بركات الشفاء والثراء.إيمانويل ماكانديوا، مؤسس “الكنيسة الدولية للعائلة المتحدة”، أحد هؤلاء الوعاظ ذوي الكاريزما الذي ارتقى إلى مكانة بارزة خلال السنوات الأخيرة، وانقسم الرأي العام بشدة حول ادعاءاته بامتلاك “قدرات نبوية”، حيث أشار في مطلع العام الجديد 2014 إلى أنه “في انتظار تعليمات من الله” قبل إحياء الناس من الموت.ماكانديوا نجح في اجتذاب جماعة مصلين قوامها 60 ألف شخص لحضور قداس الأحد الذي يعقده في كنيسته، وفي عام 2012 جمع نحو 100 ألف شخص للخروج في فعاليات مسيرة “عيد القيامة” في العاصمة هراري.وشهد الحدث، الذي لم يجتذب مثل هذا الحشد الهائل قط، وأطلق عليه اسم “ليلة القيامة”، حضور سياسيين أمثال ويبستر شامو وزير الإعلام، المفوض السياسي لحزب “زانو – الجبهة الوطنية” الحاكم الذي يتزعمه الرئيس روبرت موجابي.وفي يوم “ليلة القيامة”، انضم الوزير شامو إلى مجموعة “ماهينديري براذرز″ الموسيقية على خشبة المسرح في الاستاد الرياضي الوطني ليعلن هويته وانتماءه.“الأمر يتعلق بالسلطة”، هذا ما قاله في تصريح لوكالة الأناضول المعلق الاجتماعي غودوين فيري، الذي يتشكك في ما يسمى “وعاظ إنجيل الرخاء”، مشيرا إلى أن “الكنائس هي مراكز جديدة للنفوذ”.ورأى غودوين أنه “ليس من المستغرب أن السياسيين يرتادون أيضًا ما يسمى بالكنائس الخمسينية، أملاً في كسب المزيد من الدعم لأنفسهم وأحزابهم”.ثمة مؤمن آخر بقدرات ماكانديوا (النبي المزعوم) ليس بأقل من نائب المتحدث باسم حزب “زانو - الجبهة الوطنية”، الذي يصف نفسه بأنه عضو في “الكنيسة الدولية للعائلة المتحدة”.من جهته، كتب ماكانديوا على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “تمادى البعض إلى حد نعت النبي ماكانديوا بأنه محتال، مصدر قوته محل شك، وهذا النوع من السلوك غير مقبول تماما”.وأضاف “بعد أن شهد مباشرة قوى يسوع (السيد المسيح) من خلال الشفاء الفوري والمعجزات المذهلة، أستطيع أن أقول بثقة إن النبي ماكانديوا هو رجل الله (رجل دين) حقيقي”.وأضاف “ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد من قبل كل كائن بشري، ليس فحسب بسبب قواه لصنع معجزات غير عادية، ولكن بسبب قدرته على الوعظ بشكل مقنع عن مملكة السماء”.وفي المقابل، يقول منتقدون إن “مثل هؤلاء الأنبياء الذين ينصبون أنفسهم بأنفسهم يسيئون إلى العقيدة التي اؤتمنوا عليها”، كما أن وسائل الإعلام تزخر في الآونة الأخيرة بروايات مثيرة تذكر تفاصيل الممارسات البغيضة حول تورط بعض من “رجال الله” في الاحتيال وحتى الاتهام بالاغتصاب.ماكانديوا، نفسه، لديه العديد من المنتقدين، ومن ذلك زملاؤه الوعاظ الذين يتهمونه بالاحتيال على المصلين السذج لسلب أموالهم التي يكسبونها بشق الأنفس.قائد كنيسة “الكلمة المنزّلة” الكائنة في العاصمة هراري، غودوين تشيتسيندي، هدد مؤخرًا بفضح وعاظ إنجيل الرخاء ومدعي النبوة.وقال تشيتسيندي مؤخرا لأعضاء كنيسته “صعود هؤلاء الأنبياء يظهر وجود نمط من الناس الذين يدخلون الكهنوت من أجل المال بعد أن لاحظوا كيف أن البعض الآخر أصبحوا يملكون مزيجًا من الشهرة والثروة، بعد أن جنوا الكثير من الأموال”، مشيرا إلى أنهم “يستخدمون الخداع للكشف عن أرقام هواتف الشعب”.وحث تشيتسيندي وسائل الإعلام على التحقيق في كيفية أن الناس الذين يحضرون قداس الكنيسة لمثل هؤلاء ينتهي بهم الحال بإيداع الأموال بشكل عجيب في حساباتهم المصرفية.وبصرف النظر عن ماكانديوا وصديقه المقرب، فاحش الثراء أوبرت أنجل، الذي يدعي أيضا قدرات نبوية، تركز وسائل الإعلام المحلية حاليا على روبرت مارتن غومبورا، مؤسس كنيسة “رسالة نهاية الزمان المستقلة”، الذي يحاكم حاليا بتهمة اغتصاب ست عضوات من رعايا كنيسته.ومع تكشف دراما المحاكمة، يتداول العامة روايات مثيرة حول مغامرات غومبورا الجنسية.وتشير التقارير إلى أن إحدى النساء قالت إنه بموجب عقيدة الكنيسة، غومبورا “يحتفظ بحق” أن يفعل ما يحلو له مع النساء المتزوجات.وفي النهاية، يبقى أن نرى كم من الوقت سوف يستمر هذا الاتجاه، ولكن في غضون ذلك، تكافح الكنائس من أجل منافسة أولئك الذين يعدون أتباعهم بالإشباع الفوري والمكافآت المادية في الوقت الراهن.

عن القدس العربي

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
منوعات بوست © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top