إن العلم حتى الآن لم يكتشف أسرار الموت، ولكن هناك بعض الدراسات تؤكد أن الدماغ يبقى في حالة نشاط لفترة قصيرة بعد الموت.. دعونا نتأمل هذه الدراسة.
في بحث جديد من جامعة ميشيغان University of Michigan تؤكد الدكتورة Jimo Borjigin أن
الإنسان قبيل الموت بلحظات يرى أشياء مجهولة! وعندما قام فريق البحث بمراقبة نشاط الدماغ لدى عدد من الكائنات الحية (فئران المختبر) وذلك لحظة الموت وجدوا نشاطاً غير عادي في المنطقة البصرية من الدماغ!
لقد سجل العلماء من هذه الجامعة إشارات بواسطة الأقطاب الكهربائية لقياس تقلّبات الفولطية في الدماغElectroencephalogram EEG صادرة من عدد من الثدييات خلال تجربة الموت، وأن نشاطاً زائداً في منطقة الإبصار في الدماغ مما يدل على أن المخلوق يرى أشياء مذهلة تؤدي لحدوث هذا النشاط، ولكن لم يتعرف العلماء بعد على نوعية الصور التي يراها من يشرف على الموت. 
يقول العلماء في تجربة جديدة على فئران المختبر إن الدماغ يبقى في حالة نشاط لمدة 30 ثانية بعد الموت، وبالتحديد المنطقة المسؤولة عن الرؤيا في الدماغ هي التي تنشط بشدة لحظة الموت!

تبين صور المسح بالرنين المغنطيسي الوظيفي نشاطاً زائداً في منطقة الإبصار، مما يدل على أن الكائن الذي يشرف على الموت يرى أشياء غريبة لحظة الموت.
هناك آية في القرآن تشير إلى علاقة النظر بالموت.. قال تعالى: (وَيَقُولُ الَّذِينَ آَمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ) [محمد: 20].
فهؤلاء المنافقين الذين في قلوبهم مرض كانوا يكرهون القتال لدرجة أنهم ينظرون للنبي الكريم لدى ذكر الجهاد نظرة تشبه نظرة المشرف على الموت، وهي نظرة إنسان يكره الموت ويكره مفارقة الحياة كذلك هؤلاء المنافقين يكرهون الجهاد مع النبي صلى الله عليه وسلم.
إذاً ربط القرآن بين الموت وبين النظر، وبالفعل أكثر ما يميز الإنسان لحظة الموت توهج منطقة الإبصار في دماغه أي أنه يرى أشياء لأول مرة يراها.
إن هذا الاكتشاف – توهج منطقة الإبصار في الدماغ بشدة قبيل الموت – تؤكد أن الموت ليس كما يدعي الملحدون أنه ظاهرة طبيعية تنتهي بها الحياة وتتحلل الجثة مع الزمن وينتهي كل شيء، لحظة الموت يرى الإنسان أشياء جديدة وغريبة تحدث هذا التوهج القوي في منطقة البصر في دماغه.
انظروا معي إلى هذه الصورة التي وصفها لنا القرآن لحظة الموت.. (وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ) [الأنعام: 93]. إذاً لحظة الموت صعبة جداً على الملحد الذي طالما أنكر وجود الملائكة.. ماذا سيفعل في هذه اللحظة.. إنه لا يستطيع الكلام أو الحركة أو الاستغاثة... ولكن دماغه يحدث نشاطاً زائداً في منطقة الإبصار للدلالة على وجود أشياء يراها.
والنتيجة أن القرآن هو الكتاب الوحيد الذي وصف لنا حقيقة الموت وما بعد الموت، ولذلك ينبغي على كل عاقل أن يأخذ حذره من هذه اللحظة التي سيواجه فيها الملائكة فإما أن يواجه ملائكة العذاب أو يواجه ملائكة الرحمة.
وأخيراً نسأل الله تعالى أن نكون من الذين قال فيهم: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) [فصلت: 30]. 
بقلم عبد الدائم الكحيل

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
منوعات بوست © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top