كان عام 2013 عاماً هادئاً نسبياً لسوق العملات العالمية، في حين يتوقع الخبراء أّن تعزز بعض العملات الصاعدة من مكانها في عام 2014 بما في ذلك عملة الروبل. فيما يتعلق بسلوك العملات الروسية الدولار واليورو فمن الملاحظ أنه لا يوجد هناك إجماع أو توافق في الأراء بين الخبراء. أما بالنسبة للعملات الافتراضية الفتية الجديدة، والتي تكتسب شعبية سريعة، فإن المحللين يتوقعون اختفاء معظمها في القريب العاجل.ويعتقد الخبراء ممن تم الأخذ برأيهم من قبل وكالة بلومبرغ أن السوق المالي سوف يشهد، خلال النصف الأول من العام الجاري، نمواً للعملة الأمريكية مقابل اليورو بنسبة 8 بالمئة، لذا يعتقد البعض أن الدولار سوف يعزز من مكانته في الأشهر المقبلة. ويعتقد مارك روبنشتاين مستشار رئيس مجلس إدارة "يار بنك" أنه من غير المتوقع أن نلحظ تراجع كبير في العملات الصاعدة ومن بينها الروبل الروسي، وأضاف بهذا الشأن قائلاً:يقلص نظام الاحتياطي الفيدرالي، أو ما يعرف بالخزنة الأمريكية، من حجم طباعة النقود وهذا بالطبع سيكون له تأثير إيجابي على الدولار. ولكن وفق تقديرات اقتصادية ومالية فإن الدولار يعتبر عملة غير رخيصة مقابل العملات الأساسية في العالم. كما ستحصل عملة الروبل على دعم جراء الأسعار العالية للنفط والغاز وسيكون لعملية إبطاء حجم التضخم والتسارع النمو الاقتصادي التأثير الإيجابي الكبير على الروبل، ولهذا سوف يكون هناك تسارع في الربع الثاني من هذا العام.أما بالنسبة لليورو فإنه وفق معظم الخبراء تبدو قيمته باهظة نسبة لعملتي الروبل والدولار. ولذلك يمكن لعملة اليورو، المبالغ في قيمتها، أن تشهد انخفاضاً نسبياً في الأشهر المقبلة من هذا العام.ومن المتوقع أن تنخفض قيمة عملة الين الياباني في عام 2014 بعد أن قام البنك المركزي للبلاد في عام 2013 بإضعاف العملة الوطنية مقابل الدولار بنسبة 25 بالمئة. وبهذا تكون السلطات المالية قد رفعت من جاذبية صادراتها وعملت على علاج الوضع المالي للشركات الرائدة في البلاد. ولكن يرى البعض أن اليابان بذلك لن تتخلص من مشاكلها الاقتصادية، فعلى سبيل المثال مازالت شركات التكنولوجيا العالية تخسر أمام منافسيها من الشركات الأخرى في كوريا الجنوبية على سبيل المثال، وإن الناتج الإجمالي المحلي ينمو بوتيرة ضعيفة في حين أن ديون الحكومة تجاوز 10 تريليون دولار وهذا ضعف حجم اقتصاد اليابان بأكمله.أما في مجال العملات الافتراضية فمن المتوقع أن يشهد عام 2014 تعاملاً متزايداً بهذه العملة للسنة المقبلة، ومن المرجح بحسب بعض الخبراء، أن يصل عدد العملات الافتراضية المستنسخة من عملة الـ"بتكوين" إلى 100 عملة. وبرأي البعض الآخر فإننا سوف نشهد اختفاء تدريجياً للعملات من السوق التي ظهرت في الآونة الأخيرة، فالكتلة النقدية للبتكوين أكبر من العملات المنافسة الأخرى، مما يعني بأن البتكوين سوف يحافظ على مكانته الريادية في المستقبل المنظور.وفي عام 2014 من المرجح سوف يتم مواصلة النقاش والجدل حول الضوابط القانونية لهذا النوع من العملات، فقد أصبحت عملة البتكوين ومستنسخاتها تظهر بشكل أوسع في المعاملات الدولية ذات الطابع الجنائي. علاوة على ذلك فإن البنوك المركزية العالمية ليست مهتمة في نمو المنافسة مع العملات الافتراضية، وهذه البنوك تسعى بكل الوسائل حماية الناس من الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر عن طرق الحد من تداول هذه العملات. فعلى سبيل المثال قام المصرف المركزي الصيني بمنع جباة الرسوم الضريبية وغيرها، التعامل مع البورصات التي تتعامل بعملة البتكوين على الانترنت. بالمناسبة بعد أن صرحت السلطات المالية الصينية بذلك انهارت عملة البتكوين بنسبة 4 بالمئة.

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
منوعات بوست © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top