ليعلم كلا الزوجين أن إطالة مدة القطيعة تولد الشعور بالنقمة وتحفز على تحدي الشريك والتشبث بفكرة (لنرى من سيندم لاحقاً). لذلك يجب على الطرفين تجنب الوصول إلى حالة القطيعة كتجاهل الشريك وعدم التحدث إليه، فهذه السلوكيات تستفز الطرف الآخر، وقد تؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلاً من إصلاحها نتيجة لما تسببه من جرح كرامة الشريك.
- من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى حدوث المشاكل بين الأزواج هي العناد والتشبث بالرأي وعدم احترام رأي الآخر. وأن يلقي كل طرف بكامل المسؤولية على الآخر دون أي استعداد للقليل من التنـازل أو التعامل بمرونة مع المشاكل.
- أحياناً يكون الرجل هو المسؤول عن إشاعة أجواء النكد في المنـزل بسبب سلوكياته السلبية اتجاه زوجته كتوجيه كلمات بذيئة ونابية لها وكثرة انتقادها والتعامل معها بأسلوب خال من الذوق. فالزوج ذو اللسان السليط يتسبب بجرح كبرياء زوجته وخدش أنوثتها، وكثرة إهاناته لها قد تمحو من قلبها محبته لتحل مكانها النقمة عليه.
- كثيراً ما تعاني الزوجات من معاملة أزواجهن الجافة، ومع مرور الوقت تبدأ الزوجة بفقد الحماس للتقرب من زوجها، فيغزو قلبها البرود الذي اكتسبته بسبب طباع زوجها الجافة معها، ويتشكل حاجزا نفسيا بين الاثنين، والنتيجة بالتأكيد حياة زوجية غير سعيدة.
- كما قد تعاني الزوجة من أنانية الرجل وكثرة خروجه من المنـزل وتركها وحيدة مع الأولاد، أو كثرة اعتماده عليها في تدبير شؤون المنـزل وعدم مراعاة ظروفها، مما يتسبب بإحساسها بالإحباط وعدم الرضا عن حياتها الزوجية.
- تحتاج المرأة للزوج المتفهم، الذي يحترمها ويحترم صلاحياتها في المنـزل ولا يقلل من شأنها وخصوصاً أمام أولادها. تحتاجه بقربها يتواجد معها ومع أطفالها ويتحمل جزءا من مسؤولية تربية الأولاد معها فلا يلقي بكامل المسؤولية على عاتقها، ويكتفي بتوجيه الأوامر والارشادات والتعليقات.
من ناحية أخرى، قد يكون الزوج بريء تماماً من تهمة إشاعة النكد في المنـزل، وتكون الزوجة هي المسؤولة عن هذه الأجواء المحبطة بسبب طباعها الغير محببة لزوجها ونذكر منها التالي:
- كثرة التذمر والتشكي واجراء المقارنات مع الآخرين ومعايرته بأشخاص آخرين كقول (أخي أفضل منك أو زوج فلانة أكرم منك.. الخ).
- لتعلم كل زوجة أن الرجل مهما كبر يبقى ذاك الطفل الصغير الذي يحتاج لحنان ورعاية الأنثى. فلا شيء يغنيه عن ابتسامة رقيقة ومشاعر طيبة واهتمام به وبشؤونه من دون الحاح. يحتاج الرجل للمرأة التي تشعره باعتزازها به، أنها تقدر رجولته وتدعمه دائماً. أنها تعتني به وتحرص على ما يرضيه ويسعده.
- حاولي أن تكسري الحواجز بينك وبين زوجك وتعاملي معه بمرح، بعذوبة. اعلمي أنك أنتِ جنة البيت أو ناره. فكوني جنته بحسن تصرفك في المواقف، وتعاملي مع زوجك بذكاء ورقة، ولا تسمحي للآخرين بتحريضك على زوجك. حببيه بالمنـزل وبالجلوس معك ومع الأولاد. لا تبدأي بالشكوى والتذمر حالما تطأ قدمه المنـزل. عندما تحاولين ارضاء زوجك بقدر المستطاع فأنتِ تساهمين بتعميم أجواء السكينة والراحة في المنـزل مما ينعكس بالتأكيد على نفسيتك ونفسية أطفالك بالشعور بالرضا والسعادة.
وفي النهاية نقول أن التغلب على الصعوبات التي تواجه الحياة الزوجية يعتمد بشكل رئيسي على وجود نية صادقة لإصلاح العلاقة مع الشريك، واستعداد تام بالتخلي عن السلوكيات التي تستفزه وتتسبب بحدوث الجفاء بين الزوجين.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق