فقد قال الله تعالى في معرض بيان صفات المتقين: وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {آل عمران:134}، قال القرطبي رحمه الله تعالى في تفسيره: وكظم الغيظ رده في الجوف يقال كظم غيظه أي سكت عليه ولم يظهره مع قدرته على إيقاعه بعدوه... والغيظ أصل الغضب.. انتهى.وقال ابن كثير رحمه الله: أي إذا ثار بهم الغيظ كظموه بمعنى كتموه فلم يعملوه... فتبين من هذا أن الكاظمين الغيظ هم الذين لا يعملون غضبهم في الناس، بل يكفون عنهم شرهم ويحتسبون الأجر عند الله تعالى، وقد ورد في فضل كظيم الغيظ أيضاً ما رواه أحمد وابن ماجه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: ما من جرعةٍ أعظم أجراً عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله. والحديث صححه الألباني وشعيب الأرناؤوط.وروى أبو داود والترمذي أن الرسول صل الله عليه وسلم قال: من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء. والحديث حسنه الألباني وشعيب الأرناؤوط.والله أعلم.
Top
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق