نشرت صحيفة " ميدل ايست مونيتور " تحقيقا صحفيا حول ما قالت انه كشف السبب الحقيقي وراء العدوان الاسرائيلي الأخير على قطاع غزة ، مؤكدة ان الغاز الذي تم اكتشافه في بحر غزة يعد من أهم ركائز واسباب العدوان على القطاع .
وقالت الصحيفة :
" في حين أن إسرائيل نشرت الآلة الإعلامية لها، لتقول للعالم بأن لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد العدوان الخارجي، ... ، وعلى الرغم انه وبموجب القانون الدولي يحمل أي أساس قانوني كما فعلت إسرائيل ، قد قيل القليل من الدوافع الحقيقية لإسرائيل بحكم الأمر الواقع تم احتلال غزة، وجعلها لاغية وباطلة " . واضافت الصحيفة : " ليستقر بسرعة حجة إسرائيل أنه يمكن قانونيا وأخلاقيا الدفاع عن نفسها ضد أي عدوان قادم من غزة، فمن المهم أن نفهم أن قطاع غزة لم يكن، بموجب القانون الدولي، دولة ذات سيادة، بل هو أرض محتلة، وبالتالي إسرائيل لا يمكن إعلان الحرب عليها " .
كما أوضحت نورا عريقات في تقرير نشر في الانتفاضة الفلسطينية الثانية ان ، "الاحتلال العسكري في غزة هو الوضع المعترف به بموجب القانون الدولي ومنذ عام 1967، وطالما استمر الاحتلال، فان إسرائيل لديها الحق في حماية نفسها ومواطنيها من هجمات الفلسطينيين الذين يقيمون في الأراضي المحتلة، إلا أن لإسرائيل أيضا واجب للحفاظ على القانون والنظام، والمعروف أيضا باسم "حياة طبيعية"، داخل الأراضي التي تحتلها، ويشمل هذا الالتزام ليس فقط ضمان، ولكن إعطاء الأولوية، وأمن ورفاه السكان المحتلين، وهذا مسؤولية ويتم تعداد تلك الواجبات في قانون الوظيفة " .
وفي ما يلي أبرز ما جاء في التحقيق :
الموارد الطبيعية الهائلة في فلسطين
دعونا نعود إلى عام 2000 عندما اكتشفت بريتيش غاز (BG) أن غزة تقع على ما يقدر بقيمة 4 مليار دولار من الغاز الطبيعي، وغني عن القول أن هذا الاكتشاف جاء بمثابة صدمة لإسرائيل، وهذا يقع نسبيا في الأراضي التي تم التخلص منها لصالح الفلسطينيين، وهذا الأمر أصبح اولوية لدى اسرائيلي لسحق آمال وأحلام الفلسطينيين، وأصبحت الأولوية الجغرافية الاستراتيجية الرئيسيةهو الوصول إلى تلك الموارد.
منذ قدمت BG أولى تقديراتها ، ثبت أن احتياطيات الغاز في غزة هي أكبر بكثير مما كان متوقعا أولا. وفقا لميشيل شوسودوفسكي، وهو خبير اقتصادي ومحلل بارز ، وقدر الثروة فيها بما يوجد في دولة الكويت.
وقال شوسودوفسكي انه بدلا من ان يعيش اهالي غزة في فقر مدقع، ينبغي أن يكون قطاع غزة مركزا تجاريا نابضا بالحياة، والنجاح الاقتصادي الرائع ، بدلا من ذلك، فقد كان الحصار الاسرائيلي سببا في اضمحلال ذلك الحلم .
دعونا نتذكر أن الحصار البحري الإسرائيلي يتزامن مع اكتشاف BG للغاز . دعونا نتذكر أنه منذ عام 2000 فان اسرائيل نفت وصولها إلى المياه الإقليمية لفلسطين ، وبالتالي التعدي على القانون الدولي وبحكم الواقع وضع غزة تحت الحصار؛ كل ذلك بسبب ان اسرائيل تريد نهب موارد فلسطين.
غير مقتنع حتى الآن؟
حسنا، دعونا تشير إلى تعليق مثير للاهتمام أدلى به وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون مرة أخرى في عام 2007 عندما وضع الدوافع العارية لإسرائيل. الإجابة تعليقات في ما يخص ثروات الغاز في غزة، أشار إلى: "عائدات بيع الغاز الفلسطيني لإسرائيل من المرجح أن لا تكون موجهة لمساعدة الجمهور الفلسطيني الفقير ، وانت العائدات من المرجح أن تكون لتمويل المزيد من الارهاب و الهجمات ضد إسرائيل ، ومن الواضح أنه من دون عملية عسكرية شاملة لاقتلاع سيطرة حماس على غزة، لا يمكن أن تتم عمليات التنقيب دون موافقة الحركة الإسلامية الراديكالية ".
يقول يعالون " حقا أن حماس لن توافق على اقتسام الغاز مع اسرائيل ، و من غير المرجح التوصل الى اتفاق مع اسرائيل، لذلك تحتاج إسرائيل للقضاء على حماس، من خلال اعلانها منظمة إرهابية.
اسرائيل تحتاج الغاز الآن!
فلماذا الحرب الآن؟ لنقولها صراحة، وإسرائيل لا يمكنها الانتظار أكثر من ذلك، فهي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وارتفاع معدل التضخم، وإسرائيل في حاجة إلى إيجاد حل ناجع لأزمة الطاقة على حد سواء، وتصاعد الصعوبات الاقتصادية - تمويل حرب أبدية يمكن أن يكون مكلفا نوعا ما.
وفقا لتوقعات إسرائيل نفسها، فإن الدولة سوف تواجه أزمة طاقة متفاقمة بحلول عام 2020. وفي وقت سابق من يوليو، نشرت هآرتس تقريرا نقلت مقتطفات من تقرير كتبه رئيس العلماء من وزارة الطاقة والمياه ووزارة حماية البيئة، رسم خرائط أزمة الطاقة في إسرائيل. واضاف "نعتقد ان اسرائيل يجب ان تزيد عن استخداماتها المحلية من الغاز الطبيعي بحلول عام 2020، وينبغي ألا نصدر الغاز.
إسرائيل بكل بساطة ينفذ منها الوقت ومع زيادة احتياجات إسرائيل من الغاز لتدعيم اقتصادها، لذلك لديها تصميمها لتجاوز القانون الدولي، كما كان من قبل .
دعونا نتذكر أن آخر مرة حاربت إسرائيل غزة، في عام 2008، محاذاة انتشارها العسكري أيضا مع المتعاقدين BG لمناقشة مفاوضات حاسمة حول الغاز الطبيعي في غزة. صدفة؟ ربما لا.
هذه الحرب الجديدة على غزة هي حرب استعمارية. هذه حرب جديدة على غزة ليس له علاقة تذكر مع الدفاع عن النفس أو الإرهاب أو السيادة ... ولكن كان لديه كل شيء لتفعل مع النيو إمبريالية و طموحات إسرائيل.
0 التعليقات Blogger 0 Facebook
إرسال تعليق