يخلط البعض بين الإيزيدون في العراق، و اليزيديون المنتمين للإمام زيد بن علي و الذين يشكل اليمن أكبر تجمع لهم.
بروز الإيزيدون على الساحة الإعلامية مؤخراً نتاج طبيعي للجرائم التي ارتكبت بحقهم من قبل تنظيم داعش في مناطق قضاء سنجار من الغرب العراقي، و سنجار جبل سفحه

الغربي ضمن الأراضي السورية، و هدف داعش من السيطرة على هذه المنطقة هو فتح معابر أخرى في المنطقة الجبلية بين سوريا و العراق بما يؤمن لهم ملاذاً في الجبال على غرار التجربة في افغانستان و التي يتحصن فيها تنظيم القاعدة وحركة طالبان في الوقت الحالي.

نقل التجربة الأفغانية إلى الأراضي العراقية، وتفريغ المناطق المزمع إعلانها كدولة للخلافة على يد أبو بكر البغدادي من مكوناتها الإجتماعية دفع التنظيم لارتكاب جرائم بحق المسيحيين و طائفتي الشبك و الإيزيديين.. فمن هم الإيزيديين..؟

 

أصل الإيزيديين  

ينحدر الإيزيديون عرقياً من نسل كردي، تعدادهم في العراق نحو 500 ألف مواطن فقط، كما يؤمن الإيزيدون بأنهم ينحدرون من سلالة آدم و لكنهم لا ينتمون بصلة لحواء.

و يؤكد بعض الباحثين الإيزيديين بأنهم أصلهم يرجع إلى النبي زرادشت، و بأنهم كانوا يسكنون في منطقة اسمها (اليزد) وهي اسم لمنطقة في إيران انتشرت فيها الديانة الزرادشتية وقبل هذا كان اعتقاد الشعوب الآرية في المنطقة بالإله الواحد وهم يسمون أنفسهم بالازداهيين، أي شعب الله وأتباعه المباشرين ومنذ ذلك الوقت يسمون بالعقيدة اليزدانية (الأزداهية)

 

الديانة الإيزيدية .. ما هي؟

 

الديانة الإيزدية مزيج من تعاليم إسلامية و مسيحية أدخلت لاحقاُ على ديانتهم الأصلية التي كانت منشرة في مناطق إيران لتصبح ديانة مستقلة  تؤمن بالله الواحد، كما يؤمنون بوجود سبع ملائكة و لهؤلاء الملائكة رئيس هو الملك الطاؤوس.

و أقدس أماكنهم الحالية هي فيلاليش شمال الموصل حيث يتوجب على الإيزيدي أن يحج إليها مرة على الأقل خلال حياته.

و لهم كتابهم المقدس المعروف باسم (مصحف رش) أي الكتاب الأسود وهو بمثابة القرآن عند المسلمين والإنجيل عند المسيحيين، مذكور فيه بأن الله خلق العالم يوم الأحد، وخلق ملكاً اسمه عزازيل، وهو طاووس ملك وهو رئيس لجميع الملائكة، كما أن لهم كتاب مقدس آخر هو الجلوة لـ عدي بن مسافر

الماء والنار والتراب والهواء تعتبر رموزا مقدسة في الديانة الإيزيدية أيضاً وتمثل هذه الرموز حياة مستقلة بحد ذاتها، ومن ابرز طقوسهم الدينية: هو الدعاء، وهو لثلاث فترات، مع شروق الشمس وغروبها، يدعو فيه الإيزيديون بالخير والسلام للبشرية جمعاء عامة ومن ثم لهم.

والإيزيدية كديانة لها فكرها ومسلكها الخاص في أداء طقس الصلاة "الدعاء" لخالق الكون الله يسمونه بلغتهم الآريية القديمة "خودى" أو "ئيزدان"، وتتجلى في عدد من الأدعية والنصوص بعضها تختص بطلوع الشمس مع الفجر، فالظهيرة ومن ثم الغروب، وبعضها الآخر تختص ببعض المناسبات الدينية كالأعياد مثلاً، أو أدعية أخرى تتلى على المريض، وأخرى تقترن بحدوث الفيضانات والكوارث، ومنها ما تختص بظاهرة كسوف الشمس وخسوف القمر وهكذا.

يصوم الايزديون في السنة أكثر من مرة. والايزدي مدعو للصيام طول السنة فهو يمكن ان يصوم متى ما شاء وهذا الصيام يكون خاصا يرتبط برغبة الشخص، ولكن هناك صوم عام يسمى صوم "ايزي" (ئيزي) اي صيام الله لمدة ثلاثة أيام، يصادف غالبا في شهر كانون الأول/ديسمبر الميلادي لان الايزديين يتبعون التقويم الشرقي القديم وفي هذه الايام الثلاث يصوم الإيزدي عن كل ملذات الدنيا وفي اليوم الرابع بعد الصيام يصادف العيد المسمى "رۆژيێت ئيزي".

القبلة لدى الايزيديين هي الشمس باعتبارها اعظم ما خلقه الله ويعتبرون التناسخ وسيلة للتكفير عن الذنوب ويحرصون على تعميد المولود الجديد، واحتفالهم يصادق يوم الأربعاء الأول من شهر نيسان /ابريل من كل عام.

التوحيد لدى الإيزيديين يعتبر من اهم الاسس الثابتة في فلسفة الدين الأيزدي لذا فالإيزديون لا يعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والشياطين والأبالسة لأنهم يعتقدون أن الإقرار بوجود قوى أخرى تسير الإنسان يعني الثانوية وتبرير لما يقوم به البشر من افعال.

 

لذا فالإنسان في العقيدة الايزدية هو المسؤول عما يفعله وليس الجن أو الأرواح الشريرة، وإن الله هو كله خير، أما الشر فيأتي أيضا نتيجة لأفعال البشر لذا الصراع بين الخير والشر هو في الأساس صراع بين النفس والعقل فإذا انتصر العقل على النفس نال الإنسان خيراً.

كما إن عزازيل الإيزيدي مختلف تماما عن عزازيل في التوراة، فالأخير عنيد ومتمرد ومقاوم للرب، والإله (يهوه)يدفعه لعمل الدسائس بالأنبياء والبشر.

 

أصل تسمية " طاووس ملك"

تعود تسمية رئيس الملائكة وفق معتقداتهم "طاووس ملك" هو اسم لكبير الملائكة يعبده الإيزيديون ويأخذ مكان الله نفسه، ومصطلح طاووس ملك تختلف حوله الآراء: فالبعض يرى أن الصيغة الكردية الايزيدية لاسم الإله (دموزي)هو(تاووسي ملك)وهي كالتالي (دوموزي-تاموزي-تاووزي-تاووسي ملك وفي الصيغة البابلية والعبرية لاسم دموزي –تاووسي ملك هو (تموز).

وهناك رأي عربي إسلامي يرى أن كلمة طاووس ترجع إلى كلمة الطوس أي حسن الوجه ونظارته ومنه اشتق طاووس، أو أن هذه التسمية تعود إلى ما ورد في رواية غواية إبليس لآدم وحواء واشتراك الطاووس فيها كواسطة بين الشيطان والحية.

أو ربما تكون مشتقة من كلمة (لوغوس)اليونانية من مذهب هيراقليطس الذي هو قانون العالم (النار المبدأ الأول الذي صدر عنه كل الموجودات) أما المؤرخ محمد أمين زكي بك فيرى أن مصطلح طاووس هو من أصل يوناني محرف من كلمة (تيئوس-theos) بمنى الله.

و الرأي هو اقرب إلى الصواب في عين المنظرين للديانة الإيزيدية وذلك بسبب التراتبية الدينية إذ تيئوس هو نفسه زيوس عند اليونانيين وهو كبير ورئيس مجمع الآلهة والملائكة، ويقابله طاووس ملك عند الإيزيديين وهو رئيس المجمع الملائكي أو الآلهة الستة، وعند الإيزيديين هو متحد مع ذات الله الواحدة وهو ممثلها فهو يتصف باللاتناهي والمطلق والكلية والشمولية، وهو بمثابة الله نفسه وذلك بدليل أن الله خلقه قبل كل شيء، قبل كل الكائنات كلها، وكلفه (الله) بإدارة شؤون الكون وجعله حاضرا في كل الجهات، فيرسل خدامه وأعوانه لجميع النواحي للتفريق بين الضلالة والهداية، بين الكفر والإيمان .

 

العالم يوجه انظاره إلى الإيزيديين

يبرر تنظيم تنظيم داعش جرائمه بحق الإيزيديين بانهم عبدة للشيطان، فقتل الرجال في حين قام بـ "سبي" النساء، وبيعهم كـ جوار في أسواق مناطق الموصل.

و كان تنظيم القاعدة قد قتل المئات منهم في العام 2007، بتفجير شاحنة لنقل المواد النفطية كان يقودها انتحاري وقتذاك.

و توجهت انظار العالم إليهم بعد ان قامت النائب في البرلمان العراقي فيان دخيل، وهي ممثلة عن الطائفة الإيزيدية في البرلمان، بتوجيه نداء استغاثة إلى رئيس الجمهورية و الجيش العراقي.

 كذلك قام الإيزيديين المقيميين في لنوكولن في ولاية ليبراسكا، بالتظاهر امام المكاتب الحكومية مطالبين بفعل شيء في العراق لإنقاذ الإيزيديين.

كما قام إيزيديون مقيميون في واشنطن بالتظاهر امام البيت الابيض، ولا يمكن القول بأن الإستراتيجية الأمريكية في تحريك سلاح الجو الأمريكي جاء بناءاً على اسس إنسانية بأمر من رئيس أمريكا باراك أوباما، فالمصلحة الأمريكية فوق أي اعتبار إنساني.

عربي برس

0 التعليقات Blogger 0 Facebook

إرسال تعليق

 
منوعات بوست © 2013. All Rights Reserved. Powered by Blogger
Top